رباب فتحى - تكتب
أدخل جنون الأسعار والدولار وضبابية المشهد المصريين في متاهة لا يعلم أحد مداها في وقت باتت أحاديث العابرين تدور في فلك عدد من الحلول بينهااشتري ذهباً وجنيهات أم مصوغات الأفضل سبائك. كما أن لو لديك ودائع أو شهادات توجه إلى البنك فوراً واسحبها وخبئها في علب التوابل أو أواني الطبخ ولا تخبر المدام لم تتوقف الألسن عند هذاالحد وعليه فإن "دولاراتك كالذهب لا تتصرف فيها مهما كنت في ضائقة مالية ضحك الجميع واستمر نقاش الذهب والودائع والدولار يدق دون هوادة على رؤس المصرين حتى "أول فيص رحل وترجل آخرون والحوار المجتمعي لا يحيد عن ملف الاقتصاد وهوامشه الحيوية من رغيف خبز إلى أسطوانة غاز انتهاء بالبيض التي تنافس الذهب ضحك الجميع لكنه ضحك كالبكاء على لبن الجنيه المصري المسكوب وبرنامج الإصلاح الاقتصادي القاسي والحرب في أوكرانيا التي يفضل الجميع أن يعتبرها شأناً خاصاً ببلاد بعيدة لا علاقة لمصر والمصريين بها. وبوصول الميكروباص "موقف رمسيس" ترجل الركاب وركب آخرون، وبدأ الحوار نفسه بالمكونات ذاتها والرؤى المتطابقة والضحك المغلول نفسه حتى هتف السائق مطالباً الجميع بالسكوت دقيقة حداد على جيوب المصريين "الغلابة" فضحك "الغلابة" مجددا لكن سرعان ما عادوا إلى شجون الاقتصاد وغيوم المستقبل القريب والحاضر الأقرب. هذا الحديث نسمعه دوما فى مواقف السرفيس والمترو شجون وغيوم وضحك وهموم جميعها يتبلور إما في الفضاءات العامة حيث وسائل المواصلات المكتظة والمقاهي المنتشرة في كل مكان وإن تعذرت فمنصات التواصل الاجتماعي ملجأ ومخبأً ومتنفسا ووسط ملايين الرسائل العنكبوتية المتداولة المطالبة بالدعاء يتداول المصريون تغريدة قوامها أن التجار جشعين والحكومه أشجع منهم إنارتفاع الأسعار في مصر تدور رحاه بلا هوادة أو ترو. بسرعة مذهلة وتواتر صاعق يدقان الرؤوس ويفرغان الجيوب. وحتى أغسطس القريب كان المصريون يمنون أنفسهم بنسمة اقتصاد عليلة لعلها تخفف وطأة الإصلاح الثقيلة فإذ بشبح حرب لبنانيه فلسطينيه صهونيه يقفل أبواب الأمل أو على الأقل يؤجلها لحين إشعار آخر.
في مطلع العام الحالي أشار استطلاع أجرته وكالة رويترز أن الاقتصاد المصري مرشح للنمو بفعل انتعاشة قوية بعد فترة خمود وخمول طويلة . وتوقع الاستطلاع نسبة نمو تقدر بـ5.2 في المئة خلال السنة المالية التي تنتهي في يونيو وترتفع إلى 5.5 في المئة ثم يتباطأ قليلاً ليحقق نسبة 5.4 في المئة خلال العالم التالى لكنها فرحة لم تدم
الاستطلاع الذى تداوله كثيرون على غير العادة أشار إلى تحسن ملحوظ وواعد عقب فترة ركود هي الأسوأ وألقى بظلال مميتة على قطاع السياحة المصري وهو القطاع الأكثر حساسية وتأثرا وتكبداً لمغبات التوترات السياسية تداول مصريون بسطاء ما خلص إليه استطلاع رويترز لأن التحسن الموعود والانتعاش المأمول مصدرهما بلاد برا أي إن مصدر المعلومة غير حكومي مصري.الحكومة المصرية لجأت إلى حلول لتوفير الدولار وباعت أصول لحل الأزمه الإقتصاديه ولم تجر ولا تغنى من جوع وباتت أزمة الثقة بين المحكوم والحاكم نتاج طبيعى لحاله الغلاء الرهيبه وغلاء الأسعار وعجزت الحكومه فى الصناعه والزراعه وأعتمدت على التعويم وتحيصل عجز الموازنه لسداد ديون بنك النقد الدولى من جيوب الفقراء ولم تتخذ أشكالاً مختلفة وتتدرج في الإقتراض وتأجيل بعض المشروعات التى لإجدوى لها فى الوقت الراهن وكل ماسبق ذكره أحد أسباب غياب ثقة المواطن في الحكومه إن ثقة المواطنين في الحكومات في عديد من البلدان انهارت قبل جائحة كوفيد-19، إذ يرى المواطن أن حكومته لا تلبي احتياجاته أو أنها فاسدة وواقعة تحت تأثير المصالح الخاصة. إلى أن معدلات الثقة ارتفعت قليلاً بفعل نجاح حكومات عدة مع التعامل فى إدارة الأزمات مثل العراق وليبيا والاردن وبعض دول الخليج الوصفة فهل من وصفه سحريه تقدمها الحكومه تتمثل في الشفافية والانفتاح والاستجابة من قبل الحكومة لاحتياجات الشعب على جانب العرض والمشاركة والمراقبة والملاحظات التقييمية من المواطنين
إرسال تعليق