بقلم / عمرو عبدالهادي الضوى .....محرر و كاتب . وناشط سياسى
الدروز أو كما يسمون أنفسهم "الموحدون" هم طائفة دينية عربية ذات جذور عميقة في التاريخ الإسلامي، نشأت في القرن الحادي عشر الميلادي خلال عهد الدولة الفاطمية، وتحديدًا في زمن الخليفة الحاكم بأمر الله.
الهوية والمعتقدات
يؤمن الدروز بـ"مذهب التوحيد"، وهو مذهب باطني يستند إلى العقل والتفسير الرمزي للنصوص الدينية.
يقدّسون النبي شعيب ويعتبرونه مؤسسًا روحيًا لهم.
يؤمنون بـ"تناسخ الأرواح"، أي انتقال الروح من جسد إلى آخر بعد الموت.
لديهم كتاب مقدس يُعرف بـ"رسائل الحكمة"، وهو نص سري لا يُتاح إلا لرجال الدين داخل الطائفة.
لا يمارسون الشعائر الإسلامية التقليدية كالصلاة والصيام والحج بالشكل المعروف، بل يفسرونها رمزيًا.
الدور التاريخي والسياسي
لعب الدروز دورًا بارزًا في تاريخ بلاد الشام، من مقاومة الصليبيين إلى الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش.
في لبنان، برزوا سياسيًا من خلال شخصيات مثل كمال جنبلاط ووليد جنبلاط.
في فلسطين، يشارك بعضهم في الحياة السياسية والعسكرية داخل إسرائيل، بينما يرفض آخرون ذلك.
خطورة طائفة الدروز على الأمة الإسلامية .
الطائفة الدرزية ليست جماعة متطرفة أو عنيفة بطبيعتها، بل هي أقلية دينية عربية لها تاريخ طويل في المنطقة، وغالبًا ما لعبت دورًا في الاستقرار المحلي. ومع ذلك، فإن التوترات الأخيرة في سوريا أثارت جدلًا حول علاقتها بالسلطة، والجماعات المسلحة، والتدخلات الخارجية.
ما الذي يُثار حول "الخطر"؟
الاحتكاك مع الحكومة السورية الجديدة: بعد سقوط نظام الأسد، رفضت بعض الميليشيات الدرزية نزع سلاحها أو الاندماج في الجيش الوطني، مما أدى إلى اشتباكات دموية في السويداء وغيرها.
التدخل الإسرائيلي: إسرائيل بررت ضرباتها الأخيرة على سوريا بأنها لحماية الدروز، وهو ما أثار غضبًا واسعًا واتهامات للطائفة بالارتباط بالخارج، رغم رفض معظم الدروز لهذا التدخل.
الانقسام الداخلي: الطائفة الدرزية منقسمة بين من يدعو للتعاون مع الحكومة الجديدة، ومن يطالب بالاستقلال العسكري، ومن يرفض أي تدخل خارجي، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار.
التحريض الطائفي: تسجيل صوتي منسوب لرجل درزي يتضمن إساءة للنبي محمد أدى إلى موجة عنف ضد مناطق درزية، رغم نفي الطائفة علاقتها به ورفضها للإساءة.
هل يشكلون خطرًا؟
سياسيًا: ليس كطائفة، بل بعض الفصائل المسلحة الدرزية التي ترفض الانخراط في الدولة قد تُعتبر مصدرًا للتوتر.
اجتماعيًا: الطائفة الدرزية تعيش في مناطق مختلطة، وغالبًا ما تسعى للتعايش، لكن التحريض الطائفي قد يهدد هذا التوازن.
إقليميًا: التدخل الإسرائيلي باسم حماية الدروز يُستخدم سياسيًا، وقد يُعرضهم لمزيد من الاتهامات والضغط الشعبي
إرسال تعليق