* إعداد و تقديم/ أيمن خليل *
🎙️ "حين يبتهل القلب في معابد الحنين"
مقدمة /
في صمت العاشقين، تُولد القصائد من همسة، وتكبر في القلب صلاة ..
وفي عالم يضجّ بالضجيج، نُصغي اليوم إلى القصيدة لا باعتبارها كلامًا موزونًا، بل أُنسًا ومحرابًا ودمعةً من جوف العاشق.
*
في هذه الحلقة من "ساحة البلغاء" نضع بين أيديكم قصيدة للشاعر المصري المعاصر دكتور / احمد غراب ، اختار أن يُصلي بقلبه، في عيني من أحب.
قصيدة رقراقة، باذخة العاطفة، كتبت على بحر الوافر، وتحمل وميضًا من الشعر الصوفي المعاصر، حيث يصبح الحب ابتهالًا، والذكريات وترًا مشدودًا، والجمال براءةً تغسل القلب من دنس العالم.
📜 قصيدة: "صلاة"
للشاعر د. أحمد غراب
أريد الموت في عينيــك عشقًا
فــــإن الموت فيـك هـو الحياة
فـــأنت بأمسياتي كوبُ صمتـي
وأوراقي، وسهـــــدي، والــدواة
وأنت الزيت في قنـديل عمــري
وفي وجع اكتئابي... الأغنيـــات
معًـــا كنــا امتدادًا مستــــحيلاً
تســـافر في حنايانا الجهـــــات
ونبقى في كتاب العشــق فصلًا
جميـــلًا سوف تـــرويه الــرواة
سنبقى مـن وشاح الطــهر أنقى
فـــإن الأرض تسكــــنها الخطاة
سنبقى قهقهـــاتٍ للســـــــواقي
تجنّ بــــنا الجـــداول والنــبات
كـــأنّا في حناجــــــــــر كل وادٍ
تمشـــطنا القــــوافلُ.....ثرثرات
فنحن لكـــل زنبقــــــــةٍ حديثٌ
وللماء المـــراهق... غرغــــــرات
سنبقى في العيون أسًى جميلاً
فبعض الدمــع أحيـــانًا... صلاة
📝 وكان لشعراء
"ساحة البلغاء":
درب من الإبداع قدموا فيه قصائدهم التي جارت مضمون وموضوع قصيدة د. غراب بمجاراة وجدانية تُعبّر عن علاقة الحب الطاهر الصوفي، ارتباط الأرواح، الصفاء في زمنٍ ماديٍ مُربك، وتأملات العاشق في وجه المحبوب كـ "قبلة روحية".
📌 مشاركات شعراء الساحة
*******************
الشاعر / أيمن دراوشة
"أريـــدك فـــي انكساراتي"
أريـــدك فـــي انكساراتي مــلاذًا
فمــــا للروحِ غـــيرك مــــن نجاةِ
إذا مــــا الليـــلُ نــــامَ على يديَّ
صحوتُ وكان دفؤك في الدعـاةِ
أراكَ الآن أغنــيتــــي و يومــــي
وصوتَ العودِ من همسِ السُباتِ
كأنّـــــــك من هديلِ الحُبّ طيفٌ
يُعلّقنـــي عــلى حـــــــبلِ السُهادِ
ففيـــكَ سكينـــةُ الأرواحِ تمشي
كأنّــك فيـــه مــــولودُ النُهــــــاةِ
وتمـــحو من حـــروفي كلّ وَهمٍ
وتصنـــع من جــروحي معجزاتِ
تفيــــض بيَ القوافي حيـن تأتي
كـــأنك في القصـــائدِ كـــلَّ ذاتِ
أحــــنُّ إليك في صمـــتي كثيرًا
كأنّـــك في دمـــي ســــرُّ النجاةِ
وفـــي كفّيـــك تُـــولد كــلّ أمنِ
كأنـــك راحـــةٌ بعـــد الشَّتــــاتِ
إذا ناديتُ حلــَمي كنتَ طيـــــفًا
يُهــدهدُ مهـــجتي فــوق السُرَاةِ
سكـــنتَ الحــلمَ في كلّ اللـغاتِ
وصغتَ الصمتَ من صبرِ الدعاةِ
تنـــامُ عــلى حنيني مثـــلَ وعدٍ
وتـــوقظنــي عــلى نـــارِ النجاةِ
تعــالَ الآن... فـــالأيــــامُ تمضي
كــأنكَ غيمـــةٌ في الذكريــــــاتِ
أُســافر في دمــي شــــوقًا إليك
وتحمـــلني خطــاك إلى الجهاتِ
فلا تعـــجب إذا مــا قلـــتُ: إنّي
وجـــــدتُ بكَ انتهـاءَ المعجزاتِ
*************
الشاعر/ علي يحيى
"الرحيـــــــق"
دع الأشـــواق تبهــــر كـــل راء
لنمـــرح في أهـــازيج المـــساء
فكـــم قـالت عيونُ البوح هيت
وود الثــغر ثغـــرًا فـــي لقــــاء
وكــم راحت أنـامل في خشوع
تميـــس القـــد تـغرق في الغناء
يميل الخصر نحو الخصر رقصًا
وتلتـــحم الجــَوارح في صـفاء
ومـــاذا قيــل حين الوجــد إلا
دع الأكـــوان تسبح في الفضاء
ومِل حيث الرياض تفوح عطرًا
ودع حلما يصــفق في انتــشاء
تغـــرد حـــولنا طيـــر وتشــدو
زهـــور الكــون مــثل الكستناء
وخـــلف البــدر ترتحل النجوم
فتـــلهو ثـــم تـــرفل بالضــياء
توشوش سنبـلات القلب فجرًا
تلوح على المدى شمس الوفاء
ونغدو خلــف أطياف الحـكايا
يســـربلنا الجــمال مــع السناء
نحلق في ربى الأحلام نســمو
بأجنــــــحة تلــــون بالبهـــــاء
فنصــــعد فوق أروقة الخيـال
يسابقــــنا الحنين إلى السمـاء
فبالحـــب الحياة تذوب لحنـا
وينهـــمر الرحيــــق بــلا رواء
***************
الشاعر محمد عبدالله المراغي
"بَهَــــــــانَةُ "
بَهَــــانَةُ فَـــارْفَعِي عَـــــنْكِ الِّلِثَامَا
بَهَـــــاءُ الْوَجْــــــهِ حَرَّمَنِي الْمَنَامَا
عُـــيُونُكِ يَـــا بَهَـــــــانَةُ إِي وَرَبِّي
أَرَاهَـــا صَيَّـــرَتْ قَــــــلْبِي حُطَامَا
وَثَـــغْرِي قَدْ أَقَــــــامَ عَلَيْكِ دَعْوَى
هُــوَ الظَّمْــــآَنُ قَــــدْ زَهِدَ الْفِطَامَا
لَقَدْ حَـــكَمَ الْقَضَــــاءُ لَهُ بَـــــــعَامٍ
يُقَــــبِّلُ بَــــعْدَمَا يُنْــــــهِي الْقِيَامَا
فَهَيَّــــا دَاعِـــبِيهِ بِهَـــمْسِ حَـــرْفٍ
فَهَمْسُ الْحَرْفِ يَسْتَدْعِي انْسِجَامَا
وَهَيَّــــا قَبِّلِيـــهِ وَلَا تَــــكُــــــــونِي
كَمَــــنْ صَـــامَتْ وَحَـرَّمَتِ الْمُدَامَا
فَخَـــمْرٌ مِـــنْ رُضَـــابِكِ كَمْ يُعَافِي
عَلِيـــلًا ظَلَّ يَشْـــتَاقُ الْغَــــــــرَامَا
لَدَيْـــكِ أَنَخْتُ رَحْلِي مِنْ سِــقَامِي
لِأَلْتَحِـــــفَ السَّكِينَــــةَ وَالسَِّـــلَامَا
فَـــهَلْ فِي عُــرْفِ قَلْبِـكِ مِنْ دَلِـيلٍ
يُحَـــرِّمُ قُبْـــلَةً تُحْـــيِي الْعِـــظَـامَا
فَهَيَّـــا يَـــــاحِــبِيبَتَـــنَا تَــــــعَـالَيْ
نُسَــــامِرُ فِــــي لَيَـــالِينَا الْهُـــيَامَـا
وَنَشْـــرَبُ نَخْبَـــنَا عَسَـــلًا مُصَـفَّىٰ
وَمِـــنْ نَـــهْرٍ حَلِـــيبًا ظَـــلَّ خَــامَا
فَهَـــلْ تُبْـــدِينَ يَــــاحُبِّي قِـــــرَانًا
وَ إِلَّا قَـــدْ دَعَــوْتُ عَلَـــــيْكِ عَـامَا
أُعِيــــدُكِ حَيْثُــــمَا عِشْــتِ الَّلَيَالِي
تُنَاجِيـــنَ الْجِـــدَارَ بَــلِ الظَّــــلَامَا
وَإِنَّــكِ لَــنْ تَعُـــودِي طُـولَ عُـمْرِي
فَقَدْ أَحْبَبْـــتُ بُعْــدَكِ وَالْخِـصَــامَا
أَزِيـدُكِ حَبْسَ حَوْلٍ فِـي سُجُـونِي
وَأُسْـــدِلُ فَـــوْقَ قِصَّتِنَا الْخِــتَامَا
وَأُعْــــلِنُ أَنَّنِـــي قَــدْ بٍعْــتُ بَيْتِي
وَغَيَّــــرْتُ الْهُـــوِيَّةَ والْمُـــــقَامَــا
سَأَمْـضِي فِـي الْحَيَـاةِ بِلَا أَنِيــسٍ
فَـــلَـنْ أَحْـــتَاجَ هِـنْـدًا أَوْ وِسَـامَا
فَهَٰـــذِي حَـــالُـنَا آَلَــــتْ إِلَيْـــــــنَا
فَــــلَا تُبْــــقِي السَّعَـادَةَ وَالْمَـرَامَا
وَ هَٰـــذِي قِــــــصَّتِي بَاءَتْ بِغَـدْرٍ
وَإنِّي قَــــدْ تَجَــــَنَّبْتُ الْــــكَلَامَـا
******************
الشاعر / خيرات حمزة ابراهيم
هـــديَّةُ مولـــــــدي
شــــذاكِ العطــــرُ أشـرقَ بالمسـامِ
فأغـــرقَ بالمســـرَّةِ فيــضَ جامي
تكلَّلــــهُ الفــــؤادُ بكـــــلِّ وجـــــدٍ
رســولُ العشـقِ منْ روضِ الغـرامِ
بهـــيُّ الـــوقعِ أوصلـــــهُ التَّمنِّـــي
تملَّكنــي وقـــدْ غَمـــــرَ اهتمــامي
هــــديَّةُ مــــولدي والعمـــرُ يبقـى
رهينُ الأسرِ في القلــبِ العصامي
تـــــولَّاكِ الجمـــــالُ بطيبِ حُسنٍ
فكنتِ النُّـــورَ فـي أفـــقِ السَّــلامِ
وكنـــتِ البـدرَ فـي الحـلكِ المعنَّى
أضــاءَ الليــلَ مــنْ بعـــدِ احتشامِ
ضيـــاءٌ يشتكي مـــاكــــانَ فيــــهِ
ومــا أضناهُ مــــن غيـــمِ الخصامِ
هــــيَ الأقـــدارُ كــمُ راقتْ هواها
ويبقـــــى الحـــالُ يخبـرهُ ملامي
مــــلامٌ أوصـــدَ الأوجـــاعَ دهـرًا
وبـاتَ الحبُّ في الفصلِ المحامي
معــــذِّبتي وبعــضُ العــــذرِ يُبقي
مــــنَ الآمــــالِ مـــا رقَّ ابتسامي
سقـــاكِ الشَّــوقُ مـا أبقـــى حنينًا
وهــــلْ للشَّــوقِ يأخــذني هيامي
أراكِ بمهجتــي والصَّــــــدرُ يلقـى
مَـــوَاطنَ ألفتــي أضحتْ وئــامي
وذاكَ العشـــقُ تخبـــــرهُ عيــــونٌ
تصيبُ مــودَّتي مــنْ غيـــرِ رامي
أميـــرةُ عــرشها والشَّمـسُ تـدري
بــأنَّ القلـــــبَ يسرقُ بالظَّـــــلامِ
وأنَّ الــــــرُّوحَ تصلبهــــا الثَّـواني
فتبكي الحــبَّ مــنْ بيـنِ الحطامِ
********************
الشاعر / عبدالرحيم علي
"عشِقتُِـــك"
عشِقتُِـك مُنـذ كَـان القَلبُ طِفِلًا
تُهَـــدهّدَهُ يَــــدَاك وتَحمِــــــلِيهِ
جَنَيــتُ الوُردَ مِنْ خَـدَّيِك عُذرَاً
أنَا بِسِنِــــينِ عُـــمرِىِ أفـــتَدِيهِ
فَيَا أمَلَاً أعِيِشُ الدّهــــــرَ سَعيِاً
وأفـــرِد خَــافِقيّ لَكِ فَاحضُنِيهِ
وفِى بُستَانِ شَوقُكِ زَادَ شَوُقِىِ
وفَاحَ العِــــطرُ يُنــــعِشَ زَائِرِيهِ
وبَينَ جَوُانِحِــــــىِ قَلبُ ونَبضُ
بِغَيرِك مَا نَطَـــــــقتُ بِبِنتِ فِيِهِ
عَلَىَ شَفَتَيِكِ شَــــهَدُ زَادَ شَهَدَا
ومَن لِىِ كَىِ أطُــوفُ وأستَقِيهِ
أنّا القَلبُ الّذِىِ مَـــا غَابَ يَوُمَاً
عَن الأشـــــوُاَقِ يَسبِقُ سَابِقِيهِ
ألُف الكَـــــوُنَ عَن دِفء لِقَلبِىِ
ومَالِى غَــــــــير قَلبَك يَحتَوِيهِ
فَيَـــا نُورَاً أضَـــآءَ سَمَاءَ عُمرِىِ
ويَا قَمرًا أبِــــــــــيِع العُمر فِيِهِ
ويَا رَوُحَــــا تَطُوف بِهَا عُيِوُنِىِ
لَكِــــــىِ بِالقَلبِ عَرشَاً فَاعْتَلِيهِ
وشَمسِـــك لَا تَغِيب إذّا تَوَارَت
وتُشــــرِقُ فِى فُؤادِىِ واسألِيهِ
أرَىَ خَـــلفَ الشِفَــــاه بَرِيق دُرٍٍ
فأُغمِـــضُ نَاظِـــــرِىِ كَىِ أتّقِيهِ
إذّا نَطَقَ اللّسانُ حَسِبتُ شِـعرَاً
وسِـــحرَاً مِـــن شِفَاهِكِ تَنثُرِيهِ
وتَمشِي فِى عُيُونِ الدّهرِ تُسبِىِ
عُيُِون الدّهرِ مِن حُسنٍ وتِيِــــه
فِدَاكِ إذّا يَمُـــسّكِ أىَ ضُـــــــرٍ
فُؤَادِىِ بَيــنَ جَـــنّبِكِ فَـادَرُعِيِهِ
أرَاكِ فِــى فُــؤاَدِىِ نَبـضُ قلبىِ
وضَـــوُءَ النّورِ يَــهدِىِ سَـالِكِيهِ
*****************،
الشاعر / أيمن خليل
"بـــــوحُ البُـــعــد"
أتوهُ إذا رمـــاني البُعــــدُ عـــنكِ
ففيـــكِ الحبُّ مكتملُ الوصــالِ
وأشـــعرُ أنــني في التيــــهِ طفلٌ
ينـــامُ بـصــدرِ مـــوجٍ لا يُبــــالي
أحـــنُّ إليـك من وجـــعِ اغترابي
ومـــن صمتِ الجــراحِ بلا سُؤالِ
كــــأنّي في غيابِك بعضُ نجـــمٍ
تــغرَّبَ عــن سمــائِه باِمتـثــــالِ
وأكتبُ قصتي بمـــــدادِ وجــدي
فتكتـــحلُ الجــفونُ بلونِ حـالي
فلا تقســـيّ إذا ما البُعــــدُ أغرى
خُطايَ، وساءني وجـــعُ ارتحالي
أنا المصلوبُ في عينيـــك شوقًا
أنا المبـــعوث من فيض الأمــالِ
سأكتمُ في ضلوعي كلَّ دمعـــي
إذا ضمَّتــكِ ظُلمـَــــات الليــالي
وأزرعُ في فـــؤادي صبــرَ عمري
ليُزهِرَ في دروبــي وجـــدُ حـالي
فأنتِ النبضُ فـي قلبي وروحـي
وأنتِ الشعرُ في ومـضِ الخــيالِ
أحـنُّ إليـك والأنـــفــاسُ تمضي
كأنّـي قد فـقــدتُ مدى احتمالي
فــإن عُــدتِ الحياةُ تعـــودُ وردًا
وتُــنبــــتُ في يـــديَّ بلا مثـــالِ
دعي الأيــامَ تمضي في سكــونٍ
فشــوقي ليس يُطفئهُ انشغـــالي
سأبني مــن فيوض الحلم صبري
ليسكن مـن حنــين رؤاك بــــالي
ســــأبقى رغـم هذا البُعـدِ أشدو
أناشيـــدا يـرددهـــــا مجــــالي
فلي في البعدِ عنك زمانُ حــزنٍ
وفي ذكراكِ أغنيــــــةُ الوصــالِ
سأبني من خــــيالي ألفَ حــلمٍ
وأســـكب من رجــائي كل غالِ
وتسكنني الليالي حيــن تغفـــو
وتُوقظني على نبضِ الســــؤالِ
سأصنـع من غيوم البعد نجـــما
يضـيئ إليَّ في عُتــــم الليــالي
إرسال تعليق