U3F1ZWV6ZTE3OTY5NzczMzAyNTA3X0ZyZWUxMTMzNjg4Njg2MDg1NA==

خوارج هذا الزمان: بين الفكر المنحرف وتحديات الوعي الجمعي_جريده الهرم المصرى نيوز


بقلم / عمرو عبدالهادي الضوى 

محرر وكاتب وناشط سياسى 


جذور تاريخية لا تزال تنبض

لظهر الخوارج في صدر الإسلام كحركة تمرد على السلطة الشرعية، رافعين شعارًا ظاهره الحق وباطنه الغلو: "لا حكم إلا لله". لكنهم سرعان ما انقلبوا على جوهر الدين، فاستباحوا الدماء، وكفّروا من خالفهم، وخلطوا بين النصوص والمصالح، وبين العقيدة والسياسة.


ورغم مرور القرون، فإن فكرهم لم يُدفن، بل أعيد إنتاجه بأشكال جديدة، متخفّيًا أحيانًا خلف شعارات دينية، وأحيانًا خلف قضايا اجتماعية أو سياسية.


 خوارج هذا الزمان: من هم؟

خوارج اليوم ليسوا جماعة واحدة، بل هم تيارات وأفراد يتقاطعون في السمات التالية:

- تكفير المجتمع: يرون أن المجتمعات قد ارتدت عن الدين، ويبررون العنف باسم "تطهير الأرض".


- احتكار الحقيقة: يعتقدون أن فهمهم للدين هو الوحيد الصحيح، ويُقصون كل من يخالفهم.


- استغلال الدين لأهداف سياسية: يوظفون النصوص لتبرير الانقلابات الفكرية أو المسلحة.


- رفض الحوار: لا يؤمنون بالتعددية الفكرية، ويعتبرونها ضعفًا أو خيانة.


 لماذا يعود هذا الفكر؟

- ضعف الوعي الديني الحقيقي: غياب التربية الفكرية التي توازن بين النص والمقصد.


- الظلم الاجتماعي والسياسي: يُستغل كوقود لتغذية الغضب وتحويله إلى تطرف.


- الفراغ المعرفي: حين يغيب العقل النقدي، يسهل التلاعب بالعقول.


- الخطاب الديني المنغلق: الذي يزرع الخوف بدلًا من الفهم، ويُقدّس الطاعة بدلًا من التفكير.


كيف نواجههم؟

- بإحياء الضمير الإنساني: لا يمكن مواجهة التطرف إلا بإعادة الإنسان إلى مركز الفكرة، لا النص المجرد.


- بالتربية على التفكير النقدي: لا يكفي أن نحفظ، بل يجب أن نفهم ونُحلل ونُشكك.


- بخطاب ديني متوازن: يُعيد ربط الدين بالرحمة والعدالة، لا بالخوف والعقاب.


- بتمكين الشباب: فهم الأكثر عرضة للاستقطاب، وهم أيضًا الأمل في التغيير.


 الختام: يقظة الضمير هي البداية

خوارج هذا الزمان ليسوا مجرد جماعات متطرفة، بل هم انعكاس لأزمة ضمير، وفراغ فكري، وغياب مشروع إنساني جامع. ومواجهتهم لا تكون بالسلاح وحده، بل بإعادة بناء الإنسان: وعيًا، وضميرًا، وانتماءً.

 


***********************


***********************

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة