U3F1ZWV6ZTE3OTY5NzczMzAyNTA3X0ZyZWUxMTMzNjg4Njg2MDg1NA==

حقيقة كانت أم مجرد سراب-الهرم المصرى نيوز

حقيقة كانت أم مجرد سراب

 


بقلم إيناس سمره

 

وددتُ أن أخلو قليلاً مع النفس، بعيدًا عن صيحات الغرباء قبل الأقرباء .. خلوة أشبه بالعزلة المحببة، لا أحملُ معي سوى عقلي تاركًا قلباً يغطُ في سباته.

فأخذتُ العزم لأقابل رفيق خلوتي المعتاد و الذي لا يمل سماعي..ينصت باهتمام و لا يقاطعني قط، أُحبه و لكني أخشاه و لا أجرؤ على معانقته وأراه رغما عني يتسم بالغدر حتى لو بدا لك حملاً وديعًا يداعبك و يلاطفك فقد تواترت الأنباء لغريق ينتشلونه من باطنه هنا أو هناك ليقبض على روحك برهبة و خوف . 

عجبا كيف نهرول لنتذوق السعادة و نشعر بالأمان مع من لا أمان له!!!! 

ربما أحتاج إليه، لحديثه و صخب صوته..و عندما لا يعجبه فضفضة عقلي يلقي بها إلي مرةً أخرى في حديث كر و فر معاً.. ثرثرة أتوقُ إليها فوق حبات رماله الناعمة و التي تقف شاهدا على مايحدث.. همهمات تسمعها طيور النورس التي تلقي بجناحيها حولي ربما لتحجب أنظار العالم ، لن أكتفي بالحديث بل سأخطُّ له  فوق سطور الرمال الذهبية و سأبتعد قليلا عن تلك الأمواج الزاحفة .. ماله يستعصي علي و يرسل جنوده التي تتسلل خلفي وتعبث بحروفي و  تمحي ما أكتبه!!! لم تفعل ذلك الآن؟ 

أعيد الكرة مرات و مرات و لكنه يأبى الخضوع.. هل كانت بمثابة رسالة لي بأن بالإمكان محو الأشياء التي ننشدها و نرغبها حتى وإن كان وجودها إيذاء لنا؟  تمعنت النظر و أنا أرى حروفي تندثر بسرعة فائقة!!

امتعضت غضبًا و أزحت ناظري عنه معلنة عصياني على ما حدث و عم الصمت المكان مرة أخرى سوى صخبه المستمر و حديث النورس، حسناً لن ألتفت إليه و استلقيت و معي شعور الجندي العائد من الميدان  و اطبقت جفني و سرحت في نوم لم يوقظني منه سوى حبات الرمال المتناثرة في الهواء بشكل مباغت و التي هاجمت أنحاء وجهي جراء هرولة أحدهم بالقرب مني .. حسنا يكفيك اليوم تواجدي بجوارك . 


وفي طريق عودتي ، الشمس متقدة كالجمر المشتعل و ملامستي لمقود السيارة بشكل دائم أشبه بالمستحيل، لمحتُ تلك البقعة المائية التي لاحت من بعيد على سطح الطريق و ما أن دنوت منها قليلا حتى ابتعدت مرة اخرى محافظة على المسافة بيننا.. و أدركت أنها مجرد سراب لا يسمن و يغني من عطش ..مثلها مثل العلاقات 

فكثيرًا ما نعتقد أن تلك العلاقة هي الحياة بالنسبة لنا.. قطرة الماء التي تحيينا و بدونها نضيع.. الشئ المفقود الذي تبحث عنه لسنوات و لكن كلما اقتربت خطوة تجد نفسك بعيدًا خطوات و خطوات لا سبيل و لا دليل لتكتشف أنها كانت مجرد سراب، استهلك روحك و قلبك و عقلك لسنوات و تتذكر حديث البحر الذي أرشدك و لم تفهمه حينها.. هل حان الآن محو الأشياء التي تؤذينا؟

#همس_الفراشة


***********************


***********************

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة