زلزال في سوق الجبنه في مصر_جريدة الهرم المصرى نيوز

 

بقلم / أحمد عبد السميع

استخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة البحث العلمي

اعتاد الباحثون على أن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل جمع كافة البيانات التي تبنى عليها أبحاثهم ورسائلهم العلمية، من أجل إثبات الحقائق أو إيجاد إجابات للمشكلة التي تم طرحها في تلك الأوراق البحثية.

ومن أجل تحقيق تلك المهمة يجد الكثيرين منهم صعوبة جمه في جمع البيانات من مصادر عدة ومنها المكتبات وقواعد البيانات البحثية على الانترنت وغيرها من المصادر المختلفة، والتي قد تتكلف جهدًا ومشقة ،ووقتًا كبيرًا قد يصل إلى شهور ولا نبالغ إذا ما قلنا بل قد يصل إلى سنوات.

لكن التطور المذهل الذي وصل إليه الذكاء الاصطناعي هذه الأيام ،جعل من تلك المهام أمر يسير لا يستغرق سوى بضع ساعات ،فبمجرد أن يعرف الباحث كيف يتعامل مع مهارات الذكاء الاصطناعي ،سوف يجد البيانات تتسابق في الظهور إليه ،وخلال وقت قصير وجهد بسيط يصل إلى مبتغاه.

وأحد أهم مهارات الذكاء الاصطناعي هو Chatgpt والذي يعد أحد أهم الأدوات السحرية التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي ،فدعونا نسبر معًا أغوار تلك الأداة ونتعلم كيف يمكننا أن نستخدمها في البحث عن ما نريد بكل سهولة وسرعة.

ما هو Chatgpt:

في البداية يجب أن نتعرف معًا على الChatGPT  ،هو عبارة عن نموذج يعتمد على التعلم الآلي وتم تطويره بواسطة شركة OpenAI .

ويتم استخدامه في المحادثات والإنتاج النصي ،حيث أنه يتميز بقدرات تفاعلية مميزة كما أن له قدرة كبيرة على فهم وتوليد النصوص في مختلف المجالت ،إذ أنه قد تم تدريبه على مجموعة كبيرة من النصوص الموجودة على الإنترنت، بما في ذلك المحادثات والمقالات وصفحات الويب والكتب.

كما تم برمجته على التنبؤ بالكلمات التالية في النص بناءً على السياق الذي يحيط بها، مما يسمح له بفهم وتوليد النص بشكل متقن.

الخدمات التي يقدمها ChatGPT للباحثين:

إن قدرة ChatGPT على فهم وإنشاء نص يشبه الإنسان يجعل منه أداة هامة في مجموعة أدوات البحث الخاصة بالباحثين ،حيث أنه يعمل على:

1- المساعدة على فهم المفاهيم المعقدة.

2- القيام بعمليات الصياغة ومراجعة المحتوى.

3- القدرة توليد أسئلة بحثية محتملة

كيف يعمل ChatGPT:

قبل البدء في استخدام ChatGPT في العمليات البحثية ،يجب في البداية فهم الطريقة التي يعمل بها فذلك أمر بالغ الأهمية حتى نستطيع الوصول سريعًا إلى ما نبحث عنه ،وتتنوع طرق الإستفادة من  ChatGPT في العمليات البحثية كما يلي:

1- في البداية يمكن للباحث أن يطلب من ChatGPT تفسير بعض المفاهيم اأو المصطلحات ،ويتم ذلك على سبيل المثال كالجملة التالية "فسر لي تفسيرًا واضحًا ما يقصد بـ ..." ثم يذكر المصطلح المراد تفسيره ،في هذه الحالة يمكن لـ ChatGPT تقديم تفسيرات أو حالات مماثلة استخدم فيها هذا المصطلح أو حتى بعض الموضوعات التي ظهر في سياقها ذكر لذلك المصطلح.

2- يمكن أن يساعد ChatGPT أيضًا في تلخيص الأبحاث أو المقالات الطويلة مما يسهل على الباحثين استيعاب النقاط الاساسية الخاصة بكل منها ،ويتم ذلك على سبيل المثال كالتالي "لخص لي تلك المقالة مع تحديد النقاط الأساسية التي تدور حولها " ثم يضع المقالة مباشرًة بعد هذا السؤال ،أو يمكن وضع رابط للمقالة إذا كانت موجودة على الانترنت.

3- لدى ChatGPT  القدرة على توليد بعض الأسئلة المحورية التي تدور حول موضوع معين ،ويتم ذلك بنسخ الموضوع أو رابطه إلى ChatGPT ومن ثم أن يطلب منه أن يقدم بعض من الأسئلة المحورية التي يدور حولها ذلك الموضوع.

4- ChatGPT يستطيع أن يحدد بعض الفرضيات البحثية ،كل ما على الباحث أن يقوم بتزويده بعنوان الورقة البحثية أو الأطروحة الخاصة به ثم بعد ذلك يطلب منه تحديد الفرضيات التي يراها تتناسب مع هذا العنوان ،فيقدم له ChatGPT عددًا من الفرضيات التي التي يمكن ان يتم طرحها في الورقة البحثية من أجل استكشافها والوصول إلى النتائج التي تحققها.

5- من الأمور الهامة والرائعة التي يقدمها ChatGPT وهي قدرته على إنشاء العناصر الأساسية وما يندرج تحتها من عناصر فرعية لأي موضوع بحثي ،كل ما على الباحث أن يطلب من ChatGPT أن يقدم له سردًا لمجموعة العناصر الأساسية وومحتواها الفرعي الذي يخص الورقة البحثية أو الأطروحة التي عنوانها ،ثم يكتب العنوان.

في الختام، يجب أن لا ننسى أنه يجب استخدام ChatGPT بطريقة أخلاقية ،دون انتهاك حقوق الملكية الفكرية للآخرين ،في نهاية الأمر ChatGPT ما هو إلا أداة تساعد الباحثين في عملياتهم البحثية ولكن ذلك يخلو من اللمسة الإنسانية ،لذا في نهاية الأمر بعد إتمام جمع  كل البيانات التي يرغبها الباحث ،يجب أن يقوم بإعادة صياغتها بطريقته الخاصة حتى يضفي عليها شخصيته وفكره الخاص.