بقلم الصحفيه رانيا عصمت
زمان وإحنا صغيرين كنا بنشوف الدنيا بعيون نقية، قلوبنا كانت صافية وما كناش نعرف غير الخير. كنا نعتقد إن كل الناس طيبين، لأن كل واحد بيشوف الناس بعين طِبعه، وإحنا كنا طيبين فشفناهم كده. كنا نصدق الوجوه البشوشة ونظن إن النوايا كلها خير، وما خطرش في بالنا يوم إن الدنيا فيها وشوش متلونة وقلوب مش زي ما بتبان.
لكن لما كبرنا بدأنا نشوف الحقيقة الناس اللي كنا بنشوفهم ملايكة وإحنا صغيرين، واحد بعد التاني بدأ يخلع القناع. في كل مرحلة من عمرنا كنا بنتفاجئ بوش جديد بوجههم الحقيقي اللي كانوا مخبيينه. وبدل ما الحياة تبقى أوضح، لقيناها بتعرّينا من كل الأوهام اللي صدقناها زمان. لحد ما في يوم، وصلنا للحقيقة الصادمة: مفيش حد حبنا بجد، مفيش حد كان صادق في مشاعره.
كبرنا واتعلمنا إن مش كل اللي بيضحك في وشنا بيحبنا، وإن الكلام الحلو ساعات بيبقى سُم مغلف بالعسل. عرفنا إن الطيبة ساعات بتبقى لعنة في عالم بيأكل الطيبين، وإن لازم نحط حدود عشان ما نتأذيش أكتر. لكن رغم كل ده جوا كل واحد فينا طفل صغير لسه بيحاول يصدق إن فيه خير، لسه عنده أمل إنه يقابل حد ميتغيرش مع الأيام، حد يكون صادق زي ما كان بيبان أول مرة.
لكن السؤال الحقيقي: هل المشكلة إننا كبرنا، ولا إن الحياة علمتنا الحقيقة اللي كانت غايبة عننا وإحنا صغيرين؟
إرسال تعليق