بقلم الصحفيه رانيا عصمت
ليست كل النهايات موتًا بالجسد فثمة من يرحلون وهم ما زالوا يتنفسون حولنا… يعيشون بيننا بأجسادهم لكنهم ماتوا فينا بصمت دون جنازة دون عزاء ودون حتى لحظة وداع تليق بما كان.
أصعب أنواع الموت هو ذلك الذي يصيب من نحبهم وهم أحياء موتهم لا تُعلنه شهادة وفاة بل يعلنه الغياب والخذلان والتجاهل.
يختارون بإرادتهم أن ينسحبوا من خريطتنا ويتركون خلفهم فراغًا لا يُملأ ووجعًا لا يُشفى. يحدّدون لأنفسهم مكانًا في قلوبنا ثم يدفنون وجودهم فيه بأيديهم وكأنهم قرروا أن يكونوا أمواتًا في نظرنا رغم أن الحياة لا تزال تمنحهم نبضًا.
هم الذين لم تقتلهم الظروف بل قتلتهم قراراتهم. ماتوا يوم قرروا أن يغيبوا أن يتجاهلوا أن يرحلوا دون تفسير.
ماتوا يوم أداروا وجوههم عنا وتركونا نحترق بأسئلتنا نبحث عن سبب... عن معنى...عن نهاية.
ذلك النوع من الرحيل لا يُنسى ولا يُغتفر لأنه ترك جرحًا لا يلتئم وذكرى لا تموت… فقط تتخفى خلف الصمت🫥.
إرسال تعليق