✍️ بقلم: رجب كمال
#نحو_إنسانية_أرقى #قلم_ينصح_بحكمة
"يقولون إن واثق الخطى يمشي ملكًا... ونسوا أن عفيف الروح، عزيز النفس، يفوق الملوك جمالًا."
في زمنٍ يُقاس فيه النجاح بالبهرجة، ويُقوَّم الإنسان بما يملك لا بما يكون، تغيب عن الأذهان قيمة رفيعة تسمو على كل الألقاب: عفّة الروح.
قد يمشي الواثق كملك، تحيطه الهالة والضوء، لكن من يسير بعفّة داخله، بنقاء نواياه، بعزة لا تُشترى، يَسير كأن الأرض تفرش له بساط الهيبة دون أن يطلبها. ذاك الجمال الخفي الذي لا تلتقطه العيون، لكنه يُلامس القلوب ويترك أثره في الأرواح.
عفّة الروح ليست خجلًا، ولا ضعفًا، بل هي رفعة إنسانية تترفع عن الدنايا، وتأنف الانحدار خلف الأهواء. هي الصمت عن الأذى، والصفح عند المقدرة، والإباء في زمن السقوط الجماعي.
أما عزة النفس، فهي كنز من لا يبيع مبادئه بثمن، ولا يُساوم على كرامته في سوق المصالح. هي تلك الكلمة التي لا تُقال حين تُهان القيم، بل تُثبت بالفعل أن الكرامة لا تُستجدى، بل تُصان.
لقد خُدعنا حين اعتقدنا أن الملوك هم أصحاب التيجان، وأن الرفعة تأتي مع المناصب. الملوك الحقيقيون يسكنون بيننا بصمت، لا يملكون قصورًا، لكنهم يملكون قلوبًا من ذهب، ونفوسًا لم تُدنّسها الرغبات.
في زمن المظاهر، دعونا نُعيد للجوهر قيمته، وللروح عفافها، وللنفس عزتها.
فمن سار بعفّته وعزته، فاق الملوك حقًا… لا مشيًا فقط، بل مقامًا وهيبة وجمالًا.
إرسال تعليق