كتب : هاني رفعت
أثار القرار المفاجئ من مجلس ادارة مركز التنمية الشبابية بالشيخ زايد برفع رسوم الاشتراكات الشهرية والسنوية حالة من الغضب والاستياء بين عدد كبير من الأعضاء، الذين اعتبروا هذه الزيادات غير مبررة وتشكل عبئًا ماليًا جديدًا على الأسر المصرية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وبحسب شكاوى تقدم بها عدد كبير من أولياء الأمور والأعضاء عبر البوابة الأليكترونية، فقد ارتفعت رسوم الاشتراك الشهري للأنشطة الرياضية من 120 جنيهًا إلى 300 جنيه، أي بزيادة تفوق 150%، الأمر الذي اعتبروه "ضربة موجعة" لأهداف المركز التي تقوم في الأساس على دعم ممارسة الرياضة والنشاط الثقافي والاجتماعي بأسعار رمزية تتناسب مع دخول الطبقة المتوسطة.
كما شملت الزيادة أيضًا رسوم الاشتراك السنوي، حيث تم رفع قيمة اشتراك العضو العامل من 65 جنيهًا إلى 300 جنيه، واشتراك الأطفال من 30 إلى 250 جنيهًا، بالإضافة إلى فرض رسم 100 جنيه لاستخراج الكارنيه لكل فرد، ما يعني أن الأسرة المتوسطة ستضطر لدفع ما يزيد على 1300 جنيه سنويًا، وهو ما وصفه البعض بـ"التضييق المتعمد على المواطن البسيط".
ولم تتوقف الزيادات عند هذا الحد، بل امتدت إلى رسوم الالتحاق الجديدة بالمركز، والتي قفزت من 6000 جنيه إلى 16000 جنيه، دون أي إعلان عن تطوير حقيقي في البنية التحتية أو مستوى الخدمات المقدمة، الأمر الذي أثار علامات استفهام واسعة بين الأعضاء.
وفي هذا السياق، أكد عدد من الأعضاء أن هذه السياسات لا تخدم الدور المجتمعي للمركز، بل تدفع الأسر للعزوف عن المشاركة، مما يترك أبناءهم عُرضة للفراغ والانحراف. وأضافوا أن المركز لا يزال يعاني من مشكلات مزمنة أبرزها عدم تشغيل حمام السباحة منذ تأسيسه، على الرغم من الوعود المتكررة بحل الأزمة ومحاسبة المسؤولين عن العيوب الفنية.
وطالب الأعضاء الجهات المعنية بسرعة التدخل لوقف هذه الزيادات، وتشكيل لجنة لفحص الوضع المالي والإداري بالمركز، إلى جانب فتح تحقيق عاجل في أسباب تعطل عدد من المنشآت والخدمات، مؤكدين ضرورة إشراك الأعضاء في وضع رؤية واقعية لتطوير المركز تضمن الحفاظ على رسالته الأصلية في خدمة الشباب والمجتمع.
في الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى تمكين الشباب واحتوائهم من خلال مؤسسات رياضية وثقافية قوية، فإن مثل هذه القرارات، حسب وصف الأعضاء، تسير في الاتجاه المعاكس وتفتح الباب أمام الإقصاء بدلاً من الدمج، وهو ما يستوجب وقفة جادة وإعادة نظر.
إرسال تعليق