كتب/ احمد السيد جاب الله
بعد الضربة العسكرية الأمريكية لإيران
ما نفهمه بوضوح هو أن الولايات المتحدة وجّهت ضربة عسكرية مباشرة إلى إيران دون تفويض دولي، وأن حجم هذه الضربة كبير للغاية، يستهدف أغلى وأهم ما تملكه طهران من بنى نووية وأمنية، وهي منشآت استثمرت فيها إيران خلاصة ما تملك من موارد مالية وعقول استراتيجية.
لذلك، فإن الرد الإيراني ليس موضع شك، بل موضع وقت وطبيعة. النقاش الآن لا يدور حول “هل سترد؟”، بل حول “كيف سترد؟”.
إيران تملك سُبلًا متعددة للرد: من إطلاق الصواريخ مباشرة، إلى استهداف بحري، أو عبر أذرعها المنتشرة في المنطقة، أو حتى من خلال استخدام أدوات إلكترونية وتكنولوجية متطورة.
ما يُفهم من مجمل المؤشرات أن إيران تستعد لهذا اليوم منذ أكثر من ثلاثين عامًا: تسليحًا، وتحالفات، وتموضعًا جغرافيًا. وهي تدرك أن المعركة مع إسرائيل هي الحاسمة، وأن العقبة الأساسية أمام انضمامها لنادي القوى النووية هي تل أبيب، لا واشنطن فقط.
ويشير محللون عسكريون إلى أن المعضلة الكبرى في العقيدة الإيرانية هي تبنيها الدائم لسياسة “رد الفعل”، على عكس إسرائيل التي تتبع سياسة الفعل السريع: تبادر بالضربة، ثم تتحرك بسرعة فائقة نحو هدفها، وتستخدم دبلوماسيتها مع واشنطن لاحتواء التداعيات، لا لمنع الضربة.
إرسال تعليق