*كتب/ عبدالله صالح الحاج – اليمن*
في مشهدٍ غير مسبوق من قلب معادلات الصراع، تلقّى الكيان الصهيوني ضربة استراتيجية معاكسة لما خُطط له؛ فبينما كان الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، يسعيان إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، جاءت الضربات الإيرانية المدمّرة لتدفع المستوطنين الصهاينة إلى الهروب الجماعي، تحت نيران لم يتوقعوها.
تصوّرت تل أبيب أن العدوان على إيران سيكون ضربة خاطفة تُعيد رسم قواعد الاشتباك. لكن ما حدث هو العكس تمامًا: انطلقت صواريخ فرط صوتية لا تُرصد، ومسيّرات انتحارية بعيدة المدى، لتصيب العمق الإسرائيلي في عصب المنشآت الحيوية، وتفرض معادلة ردع جديدة قلبت الموازين.
✪ من أوهام التفوّق إلى رعب الهروب
لم تعد المسألة أمنية فقط، بل وجودية بالكامل. تحت وقع الضربات الإيرانية الدقيقة، وبفعل حالة الانهيار النفسي والشلل العسكري، بدأت مشاهد الهروب الجماعي للمستوطنين من المستوطنات والمدن، رغم كل القيود والإجراءات الصهيونية المشددة.
✪ التهجير العكسي... وسقوط الرواية الصهيونية
لقد ظهر المستوطنون على حقيقتهم: كجماعات غريبة عن الأرض، هشّة أمام الخطر، سريعة الانهيار تحت الضغط. وعلى الجانب الآخر، ثبت الشعب الفلسطيني في أرضه، يتمسّك بها رغم الحصار، يقدّم دمه فداءً لها، ويُدرك أن هذه الأرض لا تُسترد إلا بالقوة.
✪ إيران تغيّر قواعد اللعبة
إيران لم تكتفِ بالرد، بل فرضت معادلتها الخاصة: لا عدوان دون عقاب ساحق، ولا تجاوز للخطوط دون كسر للهيبة. وجّهت رسائل نارية لا لبس فيها: من يعتدي على إيران سيدفع الثمن داخل كيانه، ولن تحميه منظوماته الجوية ولا تحالفاته الغربية.
✪ مشروع التهجير يرتدّ على أصحابه
ما كان يُراد له أن يُفرغ الأرض من أهلها، تحوّل إلى مشروع يُفرغ الكيان من داخله. هرب المستوطنون تحت وقع الصواريخ، بينما بقي الشعب الفلسطيني صامدًا في أرضه. لقد فشل مشروع التهجير القسري، وارتدّ على رؤوس من وضعوه.
✪ الصراع بلغة النار لا التفاوض
لقد كانت الهجرة الجماعية للمستوطنين الصهاينة أبلغ من أي تصريح سياسي، وأوضح من أي بيان عسكري. وهكذا، كما تنقلب حسابات القوى العظمى في لحظة خاطئة، قلبت الضربات الإيرانية سردية الصراع من جذورها. وبدا الهروب الجماعي للمستوطنين الصهاينة كأوضح تجسيد لانهيار المشروع الصهيوني تحت وقع القوة، لا التفاوض.
إرسال تعليق