U3F1ZWV6ZTE3OTY5NzczMzAyNTA3X0ZyZWUxMTMzNjg4Njg2MDg1NA==

ومن شر النفاثات في العقد _جريده الهرم المصرى نيوز


بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن السحر وأنواعه وما يقوم به العبد حتي يتخلص منه، وإن من أعظم أسباب الوقاية من هذا البلاء المبين هو كثرة ذكر الله تعالى، فإن القلب إذا كان ممتلئا بذكره تعالي لم يضرّه شيء، فحافظوا عباد الله على الأذكار الشرعية، والأوراد النبوية، والرّقى الإلهية، كقراءة أم الكتاب، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وسورة الإخلاص والمعوذتين، وغير ذلك من الأدعية والأذكار، ومن أسباب الوقاية أيضا صدق الاعتماد على الله تعالى، والتوكل عليه في جميع الأمور " ومن يتوكل علي الله فهو حسبة " أي كافيه. 


فعليه توكلوا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، فيا أيها المؤمنون إن الواجب على من ابتُلي بالسحر أو بغيره من الأمراض والأسقام الصبر على قضاء الله وقدره، فإن الصبر والإحتساب مكسب لحظوظ جزيلة، وأجور كثيرة، فيقول تعالي " إنما يوفي الصابرون أجرهم بعير حساب " فاصبر يا عبد الله، فإن مرض المؤمن وبلاءه يجعله الله برحمته كفارة له، وعليك بالدعاء والتضرع إلى الله، وسؤاله الشفاء، فإنه لا شفاء إلا شفاؤه، فيقول تعالي " وإذا مرضت فهو يشفين " واصدق الله تعالي في الدعاء، وأظهر الحاجة والفاقة، فإن الدعاء الصادق عدو البلاء، يرفعه ويعالجه، فيقول تعالي " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء " واسلك الأسباب الشرعية في رفع هذا البلاء الكبير، وإياك ثم إياك ثم إياك وملاحقة السّحرة والمشعوذين، أو تتبع الدجالين والمخرفين. 


فإن هؤلاء يفسدون القلوب، ويخربون الأبدان، ويوقعون في غضب الله الملك الديان فقال الله تعالى " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " وقد إنتشر السحر في المجتمع الإسلامي، حتى إتخذه بعض الجهلة مفخرة لهم عبر القنوات الفضائية والإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي، ظنّا منهم أنهم يحسنون صنعا حسنا، مع أن الله سبحانه وتعالى طلب منا أن نستعيذ من السحر والسحرة لما لهما من الخطر والشر على الأمة، حيث قال تعالى " ومن شر النفاثات في العقد " واعلموا أن علم السحر، هو علم خارق للعادة، ومؤذي ويؤثر بالأقوال والأفعال، وقد أجمع العلماء من السلف والخلف على تحريم السحر بنص القرآن والسنة، وكما بيّنت لنا الآيات القرآنية أن علم السحر كفر وضرر، وفي السنة النبوية الشريفة ورد تحريم السحر في أحاديث كثيرة.


واعتبره من الموبقات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله، وما هن؟ قال الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات" متفق عليه، فاللهم أيقظنا من رقدات الغفلة ووفقنا للتوبة قبل انتهاء المهلة، اللهم أمن يوم الحشر خوفنا وثبت على الصراط أقدامنا وثقل ميزاننا ويسر حسابنا ويمن كتابنا وأدخلنا الجنة وزحرحنا عن النار، وأرزقنا النظر إلى وجهك الكريم، اللهم توفنا وأنت راض عنا يارب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم يا حي يا قيوم يا أحد يا صمد، يا ذا الجلال والإكرام، أكرمنا بعتق رقابنا من النار، اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال.

 


***********************


***********************

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة