U3F1ZWV6ZTE3OTY5NzczMzAyNTA3X0ZyZWUxMTMzNjg4Njg2MDg1NA==

د.محمود سليم...الوعود والإعتذارات في بيئة العمل... مهنية تُقاس بالكلمة_جريده الهرم المصرى نيوز


كتبت شيماء نعمان 

في عالم العمل الحديث، لا تُقاس المهنية فقط بعدد الشهادات أو سنين الخبرة، بل بما هو أعمق: الصدق في الالتزام، والوضوح في الاعتذار.


فالطريقة التي يعبر بها الموظف أو القائد عن مسؤوليته، سواء في الوعد بتحقيق هدف أو الاعتراف بتقصير، تُعد مرآة حقيقية لمستوى النضج المهني.


ورغم أهمية هذا المعيار، إلا أن كثيرًا من الموظفين يقعون ضحية الغموض اللغوي والمجاملات الزائدة، فيتهربون من التعبيرات الحاسمة مثل:

"أعد بذلك"

"أتحمل المسؤولية كاملة"

"أعتذر عما حدث"


ويستبدلونها بعبارات فضفاضة من نوع:

"سنرى ما يمكن فعله"

"الموضوع قيد الدراسة"

"حدث لبس بسيط"


وهنا تكمن الخطورة....فهذا النوع من التواصل لا يحمي الموظف، بل يفقده ثقة الآخرين، ويظهره في موقف المراوغ أو غير المبالي. أما في بيئة العمل المحترفة، فإن الكلمة الصريحة والواضحة تبني الجسور وتُؤسس للثقة.


لماذا نحتاج إلى وضوح في التعبير داخل بيئة العمل؟

لأن الوعد الواضح يبني الثقة، بينما التردد يزرع الشك.


لأن الاعتذار الصادق لا يُقلل من قيمة صاحبه، بل يعكس نضجه واحترامه للآخرين.


لأن الوضوح اللغوي يخلق بيئة شفافة تقوم على المسؤولية لا على التبرير والتملص.


خطوات بسيطة... لكن فارقة: لا تعد إلا بما تستطيع الوفاء به، وإذا وعدت، فالتزم.


كن أول من يعتذر إذا أخطأت، فذلك يُظهر قوتك لا ضعفك.


استبدل العبارات الرمادية برسائل واضحة تفتح أبواب الثقة وتقلل من سوء الفهم.


في النهاية، الكلمة في بيئة العمل ليست مجرد وسيلة تواصل...

بل هي أداة بناء أو هدم.


فاختر كلماتك بعناية، واجعل من وعودك واعتذاراتك شواهد على إحترافيتك.


***********************


***********************

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة