بقلم الصحفيه رانيا عصمت
هناك من لا يرتاح إلا حين يشتعل كل ما حوله.
يرى في كل خلاف معركة وفي كل هفوة جريمة لا تُغتفر.
يكبرون المواقف الصغيرة ويهدمون العلاقات الطيبة في لحظة انفعال ثم ينامون ليلتهم بضمير ميت وكأن شيئًا لم يكن.
ولكن هل فكّرتم يومًا كم جسرًا هدمتم؟
كم قلبًا جرحتم؟
وكم علاقةً أُعدمت لأنكم اخترتم إشعال النار بدل إطفائها؟
أنتم لا تُدافعون عن كرامة بل تذبحون العِشرة باسمها.
أنتم لا تحمون أنفسكم بل تُخرّبون ما بناه ود السنين.
تمسكون بموقف واحد وتنسون تاريخًا كاملًا من العطاء.
الهدم لا يحتاج إلى قوة بل إلى اندفاع أعمى.
أما الصبر و التغاضي فهو خيار الأقوياء…
هو خيار من يُقدّر الإنسان قبل الخطأ ويُدرك أن القلب أحق بالبقاء من الغضب.
ثم، ماذا بعد؟
ماذا بعد أن تُطفئوا كل نور؟
ماذا بعد أن ينكسر كل شيء وتجدوا أنفسكم وحيدين وسط الرماد؟
ماذا لو مات أحدنا قبل أن نتصالح؟
ماذا لو رحل دون كلمة دون عناق دون فرصة تُمكننا من التراجع؟
هل ستكفيكم “كرامتكم” حينها؟
إرسال تعليق