U3F1ZWV6ZTE3OTY5NzczMzAyNTA3X0ZyZWUxMTMzNjg4Njg2MDg1NA==

لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا _جريده الهرم المصرى نيوز


بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمدا عبده رسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد لقد أمرنا الله عز وجل بالنهي عن تقديم الآراء والأفهام وغيرها بين يدي الله ورسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم، حيث قال تعالي " " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " أي لا تقدموا قولا ولا عملا، ولا رأيا ولا فكرا، بمعنى ولا فهما ولا ذوقا، بل الله هو الذي يولي ويخلع، والرسول صلي الله عليه وسلم كذلك، وأما أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فلا حظ لهما في هذا، لأن الآية الكريمه نزلت فيهما عندما تجادلا أمام رسول الله صلي الله عليهم وسلم لإختيار أمير علي وفد بني تميم، والمعني هنا أي وأما أنتم فليس لكم شأن في هذا. 


بل الله ورسوله هما اللذان يقولان، وأما أنتما يا أبا بكر ويا عمر، فلا حق لكما في هذا " واتقوا الله " أي خافوه " إن الله سميع " أي لأقوالكم " عليم " ببواطنكم وظواهركم، فهابوه وخافوه، وهكذا تربى الشيخان وأصحاب الرسول المصطفي صلي الله عليه وسلم، وأصبحوا أمثلة للكمال البشري، ولهذا نندب دائما ونقول لا تلوموا إخواننا لأنهم ما ربوا في حجور الصالحين، ولا تلوموا حكامكم يا عرب ويا مسلمين، بل أرشدوهم وعلموهم، وأنتم مخطئون عندما تغلظون لهم القول، لأنهم ما جلسوا ولا تربوا في حجور الصالحين، لا هم ولا آباؤهم ولا أمهاتهم، بل آباؤهم وأمهاتهم كآبائنا وأمهاتنا، فهم جهلة لا يعرفون إلا الدنيا، ونحن لا نرجو شيئا ممن لم يترب في حجور الصالحين، ولو جلسوا منذ صباهم في حجور الصالحين حتى كبروا وحكموا لكانوا بصراء، وعلماء ربانيين. 


يعرفون الله ويخافونه، ونحن لا نلومهم، وأولادكم فسقة فجرة يأتون الباطل والمنكر، والآخرون ليسوا أنبياء يوحى إليهم، بل أنتم الذين دفعتم بهم إلى أن تتلمذوا على أيدي اليهود والنصارى حتى تخرجوا من جامعاتهم، ولذلك فلا ترجوا منهم شيئا، ولكن لا أحد يذوق هذا الذوق، ويفهم هذا الفهم ولذلك معاشر المسلمين، تعلموا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلموا من الحج والعمره، فمن منافع الحج هو التعلم، حيث يأتي الشخص من الشرق أو الغرب ويسمع كلمة عند بيت النبوة أو عند كعبة الله ويعود بها، فتكون نورا يهتدي بها ويبلغها، وهذا من سر وعجائب الحج، كما قال الله تعالى " ليشهدوا منافع لهم " وهكذا لا تقولوا ولا تعملوا إلا تبعا لما قال الله ورسوله، وشرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه من غير الأدب أن يقدم العبد رأيه وما يراه. 


على ما يراه ويقوله سيده، والسيد هو المالك للعبد، والعبد ملكه، فلا يجوز للعبد أن يقدم رأيه على سيده أبدا والله تعالي، وسيده أعلم به وبأحوال بلاده وأهله، فهو الذي يقول افعل هذا ولا تفعل هذا، وأما العبد فليس إلا مستعدا فقط لأن يطبق أمر سيده، وإلا فلا سيادة إذن، بل يصبح كل واحد منهما سيد الآخر، ويتضاربا ويتمزقا، كما قال تعالى " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " فلو كان يوجد إله مع الله لتحاربا وتقاتلا، ولخرب الكون كله والله العظيم، ولكن لا إله إلا هو، فهو مالك كل شيء، وبيده كل شيء، والخلق كلهم عبيده، فهو يميت ويحيي، ويعطي ويمنع، ولو كان فيه آلهة غير الله لما بقيت السماء يوما بل لإحترقت، والمدينة أو القرية إذا أصبح فيها شيخان أو ثلاثة فإن أهلها يحترقون ويختلفون، ولن ينتفعوا، وهذه الجماعات الإسلامية المنتصرة للحق في كل بلد، لم تتفق على كلمة، ولهذا الفتن ظاهرة وسبحان الله العظيم.


***********************


***********************

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة