بقلم: رانيا عصمت
شريف، شاب مصري بسيط، تعرّف على سارة، فتاة فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية، كانت تعيش في الولايات المتحدة. جمع بينهما القدر، واشتعلت شرارة الحب سريعًا. أسرته رقتها، وفتنه احتواؤها ودفء مشاعرها. لم تمرّ شهور حتى تزوجا، وسافرا معًا إلى أمريكا ليبدآ حياة جديدة هناك.
كانت سنوات زواجهما مليئة بالشغف والاحترام والسكينة، لكن شيئًا واحدًا غاب عن حياتهما... الأطفال.
سارة لم تكن تنجب، ومع مرور الوقت بدأ القلق يتسلل إلى قلبها، لكنها كانت تؤمن بأن حب شريف يكفي، وأنه لن يخذلها من أجل طفل.
لكنها كانت واهِمة.
في إحدى زياراته إلى مصر، ضغطت عليه والدته قائلة:
> "أنت لازم تخلف، لازم تفرح بولادك، العمر بيجري يا ابني..."
ورضخ شريف. وتحت هذا الضغط، تزوج من نهى، فتاة اختارتها له والدته، دون أن يخبر سارة بشيء.
عاد إلى أمريكا وكأن شيئًا لم يكن... لكن الخيانة لا تبقى طويلاً في الظل.
جاءه اتصال زلزل كيانه:
> "ألف مبروك، مراتك ولدت توأم! ولد وبنت!"
سمعت سارة المكالمة... لم تصدق أذنيها. خانها شريف، خدعها لسنين، وجعلها تعيش في وهم حبٍّ لم يكن سوى قناع.
واجهته... بكت، صرخت، وطلبت الطلاق. ولم يتردد. وكأن كل ما بينهما لم يكن.
عاد شريف إلى مصر ليبدأ حياته الجديدة مع زوجته الثانية وتوأمه، لكن الفارق كان شاسعًا... نهى لم تعرف الحب، ولم تمنحه يومًا ما منحته سارة من احتواء وحنان. بدأ يفتقد سارة، ويفكر بها في كل لحظة، حتى قرر بعد فترة العودة إلى أمريكا، حيث سافر الجميع ليستقروا هناك.
وفي أحد الأيام، قرر أن يصطحب أسرته للعشاء في مطعم فاخر. وبينما هم هناك، كان المطعم يحتفل بزوجين في شهر العسل. نظر شريف نحوهم... وفجأة، توقف الزمن.
كانت سارة.
لكنها لم تكن وحدها. كانت تمسك بيد رجل يعرفه جيدًا.
خالد.
أقرب أصدقائه، رفيق الغربة، من كان يبوح له بأسراره ويشكو له همومه.
نعم، خالد هو من تزوج سارة.
الحب المكذوب انتهى، وبدأ حب جديد في حضن من يعرف قيمتها.
أما شريف... فبقي ينظر في صمت، يبتلع مرارة خيانته، ويدرك أن من يخدع حبًا صادقًا... يدفع الثمن غاليًا.
إرسال تعليق