U3F1ZWV6ZTE3OTY5NzczMzAyNTA3X0ZyZWUxMTMzNjg4Njg2MDg1NA==

"مقارنة استراتيجية بين منظومتي الدفاع الجوي إس-400 الروسية وHQ-9 الصينية: القدرات والفوارق الميدانية"_جريده الهرم المصرى نيوز


 بقلم/ احمد السيد جاب الله 

-----------------------------------تو---------------------------------------

حازت منظومتان بارزتان للدفاع الجوي الصاروخي أرض–جو بعيدة المدى، هما الصينية HQ-9 والروسية إس-400 “تريومف”، على اهتمام عالمي لافت بفضل قدراتهما المتقدمة وتأثيراتهما الاستراتيجية الكبيرة. وفي ظل تطورات الحروب الحديثة، تمثل السيطرة على الأجواء وامتلاك أنظمة دفاع جوي متطورة ركيزتين أساسيتين في استراتيجيات الأمن القومي للدول. صُممت المنظومتان لاعتراض طيف واسع من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمسيّرات وصواريخ الكروز والصواريخ الباليستية، مع وجود فروق واضحة بينهما في مدى الصواريخ، وإمكانات الرصد والتعقب، والتكنولوجيا المستخدمة، والخبرة العملياتية، ومكانتهما في سوق السلاح العالمي. يهدف هذا التحليل إلى تقديم قراءة معمقة تبرز أوجه التشابه والاختلاف بين النظامين، وتقيّم فعاليتهما الميدانية وأبعادهما الاستراتيجية.


التطوير والخلفية

طُوّرت HQ-9 على يد شركة الصناعات الفضائية والعلوم الصينية الحكومية، مستندةً إلى تقنيات مستوحاة من منظومات إس-300 الروسية وعناصر من منظومة “باتريوت” الأمريكية، لتكون مزيجًا من تكنولوجيا متعددة المصادر. دخلت الخدمة مطلع الألفية الثانية، وتطورت لاحقًا عبر نسخ مثل HQ-9A وHQ-9B وأحدثها HQ-9C.

أما إس-400، فتم تطويره بالكامل داخل روسيا بواسطة شركة “ألماز-أنتي”، ودخل الخدمة عام 2007 كخليفة لمنظومة إس-300، معتمدًا على تصميم وطني خالص يجمع أحدث تقنيات الصواريخ والرادارات ومقاومة الحرب الإلكترونية.


المدى والاشتباك

يتفوق إس-400 في مدى الاشتباك، إذ يمكن لصاروخه بعيد المدى 40N6E إصابة أهداف حتى 400 كم، إضافة إلى صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى مثل 48N6 و9M96 لتوفير دفاع متعدد الطبقات. بالمقابل، يصل مدى أفضل نسخ HQ-9 إلى 200–300 كم فقط.


الرادارات وأنظمة التتبع

يضم إس-400 رادارات متطورة مثل 91N6E “بيغ بيرد” للإنذار المبكر و92N6E “غريف ستون” للتحكم في النيران، ما يتيح رصد الطائرات الشبحية والصواريخ الباليستية والأهداف المنخفضة التحليق حتى 600 كم، مع مقاومة عالية للتشويش الإلكتروني. بينما تعتمد HQ-9 على رادارات مصفوفة طورية مثل HT-233، توفر أداءً جيدًا لكن بمدى وقدرة تتبع أقل، وعدد أهداف أقل يمكن الاشتباك معها في وقت واحد.


الخبرة الميدانية

اكتسب إس-400 خبرة عملياتية فعلية في مناطق نزاع مثل سوريا، ويعمل حاليًا لدى دول عدة منها روسيا والهند وتركيا، مع تقارير تؤكد نجاحه في رصد وردع أهداف معادية في بيئات قتالية معقدة. أما HQ-9 فلم يختبر في حروب عالية الكثافة، ورغم انتشاره في مواقع مثل بحر الصين الجنوبي وباكستان، أفادت تقارير عن إخفاقه في التصدي لبعض التهديدات السريعة والمنخفضة مثل صاروخ “براهموس” الهندي.


التنقل والجاهزية

كلا النظامين متنقل ويستخدم قاذفات ذاتية الحركة، لكن إس-400 يتميز بسرعة إعداد وتشغيل تتراوح بين 5–10 دقائق، ما يمنحه مرونة أعلى في مواجهة الضربات المباغتة، بينما يحتاج HQ-9 نحو 30–35 دقيقة للإعداد.


التكلفة والتسويق

تُسوَّق HQ-9 كخيار اقتصادي بسعر يقارب 300 مليون دولار للبطارية، ما يجذب دولًا تبحث عن بديل منخفض الكلفة وبعيد عن النفوذ الغربي أو الروسي، مثل باكستان والجزائر وتركمانستان. أما إس-400، فتبلغ تكلفة البطارية حوالي 500 مليون دولار، لكنه يُصنف كمنظومة من الطراز الأول، ويُنظر إلى امتلاكه كعامل يغير موازين القوى الإقليمية، رغم ما قد يسببه من عقوبات أمريكية مثل “كاتسا”.


المواصفات الفنية – إس-400 مقابل HQ-9B


إس-400: مدى كشف 600 كم، مدى اشتباك 40–400 كم، تتبع حتى 100 هدف، ويستخدم أربع فئات صواريخ (40N6، 48N6E3، 9M96E2، 9M96E) للتعامل مع أهداف مختلفة الارتفاع والمدى.


HQ-9B: مدى اشتباك 250–300 كم، يعتمد على نظام توجيه TVM يجمع بين القصور الذاتي والتحديثات عبر رابط بيانات والتوجيه الراداري في المرحلة النهائية، مع رادار HT-233 قادر على تتبع حتى 100 هدف.


النسخة المطورة HQ-9B

أعلنت الصين عن نسخة مطورة من HQ-9B تتميز بإمكانية حمل 8 صواريخ أصغر حجمًا لكل منصة بدلاً من 4 صواريخ كبيرة، مما يمنحها قدرة أفضل على التعامل مع أهداف متعددة على مسافات مختلفة. الصواريخ الكبيرة مخصصة للأهداف البعيدة، بينما الصغيرة للأهداف القصيرة المدى.

تتميز النسخة المطورة بمدى لا يقل عن 200 كم، مع تحسينات في مقاومة التشويش الإلكتروني ورادار HT-233 مطور يرفع دقة التتبع والاشتباك.


بفضل هذه التطويرات، تظل HQ-9B عنصرًا أساسيًا في شبكة الدفاع الجوي الصيني، بينما يحافظ إس-400 على مكانته كأحد أقوى أنظمة الدفاع الجوي في العالم من حيث المدى والخبرة العملياتية والتكنولوجيا.


***********************


***********************

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة