✍️ سعيد إبراهيم زعلوك
أيّامٌ
كَأنَّ الزّهرَ خطَّ بها السُّطور،
وركضَ فيها الوقتُ،
لكنَّهُ ما مَحاها،
كأنَّ العُمرَ نَامَ على ذِراعيها،
ولم يَصحو من النُّورِ الطفوليِّ الطَّهور.
أيّامُنا،
حينَ كانَ الضَّحكُ يسكنُنا بلا سبب،
وكانَ القلبُ يُصدّقُ أنَّ الكونَ أمين،
نهدي الزّهرَ للشمس،
ونرسمُ ظلّنا خلفَ الحنين.
كانتِ الأبوابُ لا تُغلقُ في وجوهِ الدعاءِ،
وكانت الأمُّ تدعو،
فتمطرُ السّماءُ دفئًا،
ويغمرنا الرجاء.
أيّامٌ لا تُنسى،
حينَ كنّا لا نعرفُ ما الفقد،
ولا نحملُ في جيوبنا
إلا حصى النهر،
وضِحكةً،
ورغيفًا من قمحِ الجدِّ،
وسؤالًا بريئًا عن الغد.
يا زمنًا
مرَّ كأغنيةٍ على وترِ القصيدة،
علّمتني كيف تحيا الذكرى
حين تموتُ اللحظةُ الوحيدة.
ها أنا أفتّشُ عنكَ
في النبضِ،
في ندى الأشياءِ،
في صمتِ المساءِ الذي يَعرفُ صوتَكَ.
أراكَ يسكنُ دمي،
كأنَّكَ بعضُ قلبي…
أو كثيرُه.
سنكتبُ عنكَ
حين يخذلنا الحاضرُ،
حين لا يبقى من الدفءِ
سوى ذاكرةٍ تُصافحُنا كأغنيةٍ باكية،
سنروي حكايتك للغائبين،
ونقول:
هنا كنّا نُحبُّ بلا قيد،
ونحيا كما يحيا الفجرُ
في قلبِ وردةٍ لا تذبل.
إرسال تعليق