![]() |
بقلم الصحفيه رانيا عصمت
لكل شخص لا يعرف مرض الفايبرومالجيا… ولأي شخص سمع عنه ولم يفهم ما يشعر به مرضى الفايبرومالجيا…
هناك أمراض تمر على الإنسان فتُرهقه وأمراض تُغيّر حياته… ثم يأتي مرض أشبه بلعنة الفراعنة لا يُرى ولا يُشخَّص بسهولة لكنه ينهش الجسد بلا رحمة. إنه مرض الفايبرومالجيا… المرض الذي وصفتهُ أنا بأنه "لعنة" بكل معنى الكلمة أو أشد قسوة لأنه يلتصق بصاحبه ويعيش معه كل يوم، كل ساعة، وكل دقيقة.
هذا المرض من نوع خاص لا يكتفي بأن يُهاجم جزءًا واحدًا من الجسد بل يفرض حضوره على كل خلية. ألم منتشر… صداع دائم… دوخة… إرهاق يبتلع الروح قبل الجسد حتى يشعر الإنسان أنه "عايش ميت"، يتحرك لكنه لا يعيش فعليًا يبتسم أمام الناس ولكن من الداخل يصرخ.
ولو فكرت في مقارنة وجعه بأي ألم آخر… اضرب الألم العادي في 10 لتقريب الصورة فقط لأن وجعه أكبر من أي وصف. ولو كان جسم الإنسان شفافًا لكان سيجد أن جسده بأكمله متشبعًا بلون الألم.
الفايبرومالجيا مرض لا علاج له ولا دواء قادر على إيقاف الألم. حتى المسكنات التي يُفترض أن تُسكن الألم… تفشل أمامه. الألم كما هو: ثابت، عنيد، ويعود كل يوم بشكل جديد.
يمكن القول إنه أصعب من أي مرض خبيث… لأنه أخبث.
الأمراض الخبيثة واضحة، تظهر في الأشعة والتحاليل، يعرفها الأطباء ويواجهونها بخطط وعلاجات. أما الفايبرومالجيا فهو "العدو الخفي"… لا يظهر في التحاليل ولا ينكشف في الأشعة، ويهاجم الجسد بلا رحمة.
إنه المرض الذي يوجع بلا دليل… ويتعب بلا تفسير… ويعذّب بلا دواء.

إرسال تعليق