للكاتبة راندا عادل
إصدار دار إبداع للترجمة والنشر والتوزيع
مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد للتواصل الاجتماعي بل أصبحت من أجل لحم الميتة.
ليهز رأسه بأسف ثم يتابع بضيق:
_الكل يخوض بالأعراض، واللقطة أصبحت أهم من إنقاذ روح، تجدين جريمة تحدث والكل يرفع هاتفه طَمعاً في تصويرها، لا يهتم أحد لإنقاذ ضحية ولا لدرء مفسدة.
تحاول تهوين وقع حزنه على نفسه:
_الجميع لا يرى هذا.
ولكنه يلتفت لها ينهرها بعينيه كما نهرها بحروف مشددة:
_بل يرونه وأصبحوا يستمتعون بكل مفاسده، كل شيء أصبح مباحاً، الحرام أصبح السائد والمتاح، أما الحلال فأصبح مغموساً بالصِعاب.
ليرفع كفه يفرك وجهه بتعب والحروف تختنق داخل حلقه تكاد تخنقه:
_الخيانة زادت رجالاً ونساءً، "حُرمة البيوت" لفظ لم يعد يعرفه الناس.
ليلوح بكفه بغير رضا وفِهمه للوضع يخنقه أكثر من اللازم:
_تجدين من يُظهر أمه ويُظهر زوجته على الملأ لتنهال نظرات الناس من خلف الشاشات تنهش لَحمه، هناك من يتمنى ويتخيل علاقة مع أم أو أخت.
يدقق النظر لها، يحاورها مخرجاً نزف داخله، يتحدث وأمارات الغضب تحتل ملامحه، يتابع موجهاً كلامه لها، يرغب بمشاركة نقمته على الوضع معها، يدرك داخله أنها تفهمه؛ فقد لاقت من المجتمع الكثير:
_تخيلي.. تخيلي كم نظرة اشتهاء حظت بها فتاة أو امرأة، تخيلي كم تَخيُل قذر نالته امرأة أو فتاة!
ليبتعد بنظراته عنها شارداً للبعيد، بعيد يرغب بالوصول إليه تاركاً كل هذا وراء ظهره والانعزال في هذا البعيد، وحروفه شاردة كنظراته:
_العين أصبحت لا ترضى فتتمنى زوال النعمة عن غيرها.
ليهز رأسه بأسف للمرة التي لا عدد لها متابعاً:
_وكل هذا بسبب ماذا؟ بسبب كشف حياة الناس لحياتهم على الملأ!
يسأل ويجيب نفسه لأن الأمر معروف، فقط الناس من تكابر!
_لم يكذب رسولنا حين قال "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"، وهم لا يكتمون؛ بل يتفاخرون بكل شيء سيئًا كان أو حسناً.
_رواية " حجر وورقة طالع "
للكاتبة راندا عادل
إصدار دار إبداع للترجمة والنشر والتوزيع
من افضل الروايات الي تاخدك لعالم تاني
ردحذفالروايه رائعه بكل المقاييس وكل روايات وكتابات الكاتبة /راندا عادل من أجمل ما يتم طرحه لمناقشة أبرز وأهم قضايا العصر الحالي ودائما ما تسلط الضوء عليها وتناقش طرق علاجها بشكل سلس ومميز
ردحذفراندا كاتبة موهوبة جداً و دائما بتناقش قضايا مهمة بالتوفيق لها يارب 💙💙
ردحذف