كتبت شيماء نعمان
في تحول لافت يعكس حجم القلق الإقليمي والدولي، كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة بالأمم المتحدة عن طلب رسمي تقدمت به إسرائيل عبر قنوات وساطة إلى إيران، يدعو إلى وقف شامل للحرب، وتبادل الأسرى كخطوة أولى نحو التهدئة.
وبحسب المصدر، فإن الطلب الإسرائيلي نُقل إلى طهران عبر سلطنة عُمان وقطر، ويشمل مقترحًا بوقف العمليات العسكرية من كافة الأطراف، بما في ذلك الفصائل المدعومة من إيران في غزة ولبنان، مقابل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المحتجزين، مع استعداد إسرائيل للنظر في تخفيف الحصار وإجراءات ميدانية إنسانية.
تصريحات أمريكية: "المنطقة على حافة الانفجار"
من جانبه، صرح أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحفي عقد في واشنطن مساء أمس قائلًا:
> "الوضع في الشرق الأوسط خطير للغاية، والولايات المتحدة ترى أن الوقت قد حان لوقف كامل للعمليات العسكرية. ندعو إيران إلى لعب دور مسؤول، وتجنب دعم أي تصعيد يهدد أمن المنطقة واستقرارها.
وأكد بلينكن أن واشنطن تمارس ضغوطًا متزايدة على كل من إسرائيل وإيران لفتح قنوات اتصال غير مباشرة والوصول إلى حل دبلوماسي شامل. كما أجرى الوزير مكالمات مع نظرائه في قطر ومصر لمناقشة دور الوساطة وتأمين أرضية مشتركة للتفاوض.
وفي إطار التحركات الجارية، أكدت تقارير من قناة الجزيرة والـCNN أن وفدًا عمانيًا زار طهران مؤخرًا، حاملاً رسالة من أطراف أوروبية وإسرائيلية تتضمن بنودًا أولية لوقف التصعيد، بما في ذلك إنهاء الضربات الجوية مقابل التزام إيراني بوقف دعم الجماعات المسلحة في الجبهات الساخنة.
كما كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن اجتماعًا سريًا عُقد في العاصمة القطرية الدوحة جمع بين ممثلين من الاستخبارات الإسرائيلية والوسيط القطري، لمناقشة تفاصيل صفقة تبادل الأسرى المحتملة، وسط تكتم شديد على الأسماء والجدول الزمني.
يرى المحلل السياسي د. نواف التميمي، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن هذه التطورات تشير إلى أن "كل الأطراف وصلت إلى الحائط المسدود عسكريًا"، مضيفًا:
"إسرائيل تدرك أن استمرار الحرب سيؤدي إلى عزلة دولية، وإيران تدرك أن التصعيد الإقليمي يهدد اقتصادها ووضعها الداخلي. لذلك بدأت الإشارات تتقاطع باتجاه وقف الحرب وتبادل الأسرى، بدفع أمريكي مباشر."
إرسال تعليق