بقلم: رانيا عصمت
الصبر على الأشخاص الذين يؤذونك ويستنزفونك نفسياً أمر صعب جدًا.
أن تصبر وتفوض أمرك لله مرة تلو الأخرى فهذا من الإيمان والثقة بالله.
ولكن لكل إنسان قدرة على التحمل وعندما تصل هذه القدرة إلى نهايتها يحدث الانهيار.
هنا يصبح الشخص عاجزاً عن التعامل مع الواقع.
لم تعد لديه طاقة لاستيعاب المزيد من الأذى أو الألم. البعض ينفد صبره بصمت فيختار الانطواء والانفصال عن العالم.
بينما آخرون ينهارون نفسياً ويفقدون القدرة على التفاعل مع الحياة كما كانوا يفعلون من قبل.
هذا ما نراه في مستشفيات الأمراض النفسية أشخاص استمروا في الصبر حتى لم يعد بإمكان عقولهم تحمل المزيد.
عقولهم وجدت خلاصها الوحيد في الانسحاب من الواقع لتتمكن من النجاة بسلام داخلي مفقود.
للصبر حدود لأن لكل إنسان طاقة وقدرة على التحمل. وعندما تنفد تلك الطاقة لم يعد هناك مجال للمزيد من الصبر.
لهذا نرى أشخاصاً في مستشفيات الأمراض النفسية .
كل ما حدث لهم هو أنهم تعرضوا للأذى وصبروا حتى نفدت طاقتهم.
ومن كثرة الألم لم يعد العقل قادراً على التحمل.
فاضطر إلى الانفصال عن الواقع ليستمر الشخص في العيش.
أيضاً هناك أناس دخلوا السجون بسبب جرائم ارتكبوها تحت تأثير من آذاهم أو استفزهم.
وجعهم كان أكبر من قدرتهم على السيطرة على أنفسهم مما دفعهم إلى فقدان التحكم في أنفسهم.
لذلك يقولون: "يا ما في الحبس مظاليم".
في الحقيقة الضحية هو الذي ينتهي به المطاف في مستشفى الأمراض النفسية أو السجن.
أما الظالم أو المؤذي فهو من يعيش حياته لأنه ببساطة لا يمتلك مشاعر أو أحاسيس أو ضمير.
الصبر مهم ولكن يجب أن نعرف حدود طاقتنا.
لا يجب أن نسمح لأنفسنا أن نتحمل حتى ننكسر.
لأننا في النهاية بشر لنا مشاعر وحدود وعلينا أن نحمي أنفسنا قبل أن نخسر صحتنا النفسية أو الجسدية.
ونخسر كل شئ لان الخسارة وقتها ستكون خسارة أبدية لا رجوع فيها .
الصبر وحدوده_جريده الهرم المصرى نيوز _بقلم الصحفية رانيا عصمت
***********************
***********************
إرسال تعليق